السبت، 16 يوليو 2016

كيف تكتب تحقيق استقصائي متميز



قال مارك هانتر الصحفي الاستقصائي في محاضرة حول التقنيات المتقدمة في الكتابة الصحفية في مؤتمر اريج عام 2009 حول كتابة التحقيق الاستقصائي أن المشكلة الأكبر التي تواجه غالبية الصحفيين هي كيفية كتابة الكم الهائل من المعلومات وقصص الناس وهمومهم في موضوع واحد.
فبالنسبة لهانتر طريقة الكتابة أهم من المعلومات، فيتساءل "ما فائدة المعلومات إن لم أعرف كيف أستخدمها وأرتّبها بتسلسل زمني وأقدّمها للقارئ بطريقة سهلة وجذابة؟".

هنا ينصح هانتر بالبدء "من حيث نحن الآن أي اللحظة الحاضرة، ونعود الى الوراء لنظهر كيف وصلنا الى هنا (ماضي القصة)، ونعيد القصة مرة أخرى الى المستقبل (لنسمح للقارئ أن يتشرب القصة)، ثم نقول الى أين ستذهب لاحقاً (احتمالات في المستقبل)".

ويشرح هانتر أن هذه البنية (حاضر، ماض، مستقبل)، تجيب عن 3 أسئلة مفتاحية ينتظر القارئ أو المشاهد أن يجيب الإعلامي عليها، وهي لما يجب أن أهتمّ بهذه القصة؟، كيف وقع هذا الحدث؟ هل سينتهي؟ وكيف؟

ويرى هانتر أن الصحفي يجب أن يضع نصب عينيه أن يكون تحقيقه مثيراً ولافتاً من الناحية الأدبية (ليستمتع القارئ)ومن الناحية المعلوماتية، ومن الناحية الانسانية بالدرجة الأولى، لذا يتحدّث عن التركيز على "إيقاع" القصة.

بالنسبة لهانتر "القصة الجيدة مثل القطار"، مشيراً الى أنه قد يُبطئ أو يسرع لكنه لا يجب أن يتوقف، ويقول: "لا بد أن يشعر القارئ أنه ينتقل من مقطع الى آخر، وإذا لم يحصل ذلك، فالقصة غير فاعلة".

لذا يردّد دائماً "القصّ القصّ ثم القص"، أي على الصحفي أن يروي ويسرد ما لديه من حقائق على شكل قصة حتى يُسهّل عليه وعلى القارئ.

ولا يمانع هانتر بإبداء الصحفي رأيه وملاحظاته ونصائحه في نهاية التحقيق الاستقصائي، "فهو من يقرّر كيف يختم قصته شرط أن يخدم ذلك التحقيق بشكل موضوعي".

ويُشدّد على عدم كتابة نهايات في الاستقصاء، "لأننا لا نعرف ماذا سيحصل في المستقبل".

هذا بالنسبة لطريقة مارك هانتر في كتابة التحقيق الاستقصائي، اما الصحفية الاستقصائية هدى عثمان ضمن تدريب على كتابة التحقيقات الاستقصائية نظمه المركز الدولي للصحفيين، ركزت على عناصر رئيسية يجب توافرها في اي تحقيق استقصائي جيد وهي:
* الدقة

* التنظيم في الكتابة

* الايجاز

* الوضوح والبساطة (أكتب للقارىء البسيط)

* الاعتماد على الحقائق المؤكدة فقط لا غير

* اعرض القضية من خلال الحقائق واترك الحكم للقراء

* الابتعاد عن المبالغة والتخمين

* التأكد من خلو التقرير من المشاكل القانونية

* كتابة عنوان دقيق وواضح أهم من الاثارة

* لكن تختلف هدى عثمان مع مارك هانتر في زاوية ابداء الصحفي لرأيه في التحقيق الاستقصائي، فهانتر لا يمانع من ابداء الصحفي رأيه لكن هدى عثمان تقول ان على التحقيق أن يخلو من أي رأي شخصي.

* بعد الانتهاء من التحقيق أعد قرائته على الاقل مرتين

* بعد الانتهاء من التحقيق اعرضه على آخرين لقرائته قبل النشر.

وتشير الصحفية الاستقصائية هدى عثمان الى عدة ملاحظات يجب على الصحفي آخذها في الاعتبار عن اعداده لتحقيقه وهي:
* القصص الانسانية مهمة جدا لاي تحقيق استقصائي لكن يجب اختيار الاقوى من بين القصص التي حصلت عليها

* التحقيق الجيد يمزج بين القصص والارقام وتصريحات اطراف التحقيق.

* احرص على ان يكون تحقيقك (اذا كان مكتوبا) على فقرات قصيرة تنتهي بنقطة لكي تعطي للقارىء اشارة بنهاية الفقرة وبداية فقرة جديدة.

* احرص على تقريب الارقام بداخل التحقيق حتى يسهل قراءتها

* العناوين الفرعية بداخل التحقيق يجب ان تكون مختصرة وخالية من الآراء الشخصية

* لا يجب اعطاء المصادر التي رفضت ذكر اسمائها اسماء من عندي، لكن يمكن ان اطلب منه ان يختار اسم للنشر، ومن الافضل الا استخدم اسلوب ذكر الحروف الأولى للمصدر.

* احرص على أن تذكر السبب الذي رفض المصدر ذكر اسمه من اجله.

* احرص الا تستخدم المصطلحات التقنية والمعقدة

* تخلى عن المعلومات الغير مهمة داخل التحقيق

* يمكن ان تبدأ كتابة التحقيق من بداية عملك به ولا تنتظر لانتهاءك من جمع المعلومات.

* يجب ان تعطي العنوان والمقدمة اهمية كبيرة، وايضا نهاية التحقيق احرص ان تكون قوية ومؤثرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق